الاثنين، 21 سبتمبر 2009

«عشت سعيدا» للسعدون تجربة شخصية تصنع سعادة الآخرين





من الدراجة إلى الطائرة وبأسلوب مبسط وعميق!
كتب محمد البغيلي:«ان الحكيم من يتعلم من تجاربه ولكن الأكثر حكمة من يتعلم من تجارب الآخرين»، كيف لا والاسطر القادمة تسلط الضوء على تجربة حياتية اختزلت في كتاب يصنع التفاؤل في النفس للمؤلف اللواء الطيار المتقاعد عبدالله السعدون تحت عنوان «عشت سعيدا - من الدراجة إلى الطائرة».اللواء السعدون في «عشت سعيدا» يحكي عن تجاربه بصيغة الأنا النابذة للفوقية والنظرة التشاؤمية، المتسلسل في أفكاره وسرده القصصي، السلس في عرض حوارات قصيدة لاتزال ذاكرته تفيض بها تأملا وتدبرا لابعادها الانسانية.انسان من هذا النوع استحق أن يحمل ثقة مستحقة وعائلة صغيرة ناجحة وأبناء متفوقين بالدراسة والعمل وزوجة فريدة من نوعها استحق أن تشارك والدته اهداء كتابه الحياتي المتعمق، إذ إنه لا يخشى الحسد كما يذكر في عمره وصحته ومقدار سعادته حتى أنه يظن تفوقه في الحياة على قادة العالم وصناع التاريخ بسبب سعادته وكفاحه.وفي سرده لمراحل حياته المختلفة في خصائصها ومزاياها، افراحها واحزانها، عراقيلها ومصاعبها، تجد الكاتب السعدون كريما في عرض ما يذكر من حكم ومأثورات فتجده يستشهد بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والفيلسوف اليوناني هيراقليطس والموحد البروسي بسمارك انعكاسا لثقافته المنفتحة وعقليته التي لا تقتصر على العسكرية كعلوم ومعارك.الدراسة الفلسفيةفي اعتقادي الشخصي أن الكتاب ومؤلفه اللواء عبدالله السعدون لا يجب قراءته قراءة تقليدية حتىان كانت معمقة وانما يحتاج إلى دراسة فلسفية واجتماعية وتاريخية أيضا فمن ناحية تاريخية واجتماعية تجد إخبارا موضوعيا ورصدا دقيقا لمراحل حياتية عاشتها المملكة العربية السعودية قراها ومدنها كما عاشها المؤلف وكما رواه في بعض الأخبار عن كبار السن قبل ولادته.أما الحاجة إلى قراءة الكتاب قراءة فلسفية فهي من الضرورات التي حتمتها مقدرة الكاتب واسلوبه المبسط في العرض فعلى سبيل المثال يروي على لسان شيخ معمر ما قاله: «كان الموت في تلك الأيام حاضرا في كل بيت مجاورا كل انسان، لم يترك شجرة إلا هزها ولا ورقة إلا اسقطها، اطفأ المصابيح ونشر الظلام في كل مكان».إن ما يدفع إلى المطالبة بالنظر إلى الفقرة السابقة نظرة فلسفية وليست لغوية أدبية هو أن الكاتب انجز عملا ليس لغويا ولا بلاغيا وانما تجربة حياتية شخصية أراد أن تكون منفتحة على تجارب الآخرين، والسبب الآخر هو لان الفلسفة انطلقت من التفكير عن الحياة والموت بل إن أساس الحضارات البدائية كان بالمحاولات الفاشلة للخلود في الحياة الدنيا.وكمثال آخر يقول السعدون: «كانت معظم القصص معادة مع بعض التعديلات في كل مرة، والغريب أن كل الخيانات والأخطاء تأتي من نساء».وبغض النظر عن موقف المؤلف لقصص العمة سارة إلا أن التعديلات على القصص سمة أدبية انسانية قامت عليها الأساطير والملحمات الكبرى كالالياذة وجلجامش انسجمت مع آليتها الأسطورية العمة سارة ولكن على الفطرة وباسلوب الترهيب والترغيب في التعليم.تحولات مثيرةليس هناك أعظم من شيء بقدر عظمة رؤيتك ابنك أو ابنتك تكبر وتتعلم تحت ناظريك، لا أعظم من تجارب البشر وتدرجهم في مراحل حياتهم المختلفة فكيف إذا كانت ناجحة وبعد عناء ومشقة ذلك ما رواه السعدون في «عشت سعيدا» منذ كان يدعو ربه إلى أن يحصل على دراجة إلى امتلائه وقيادته طائرة تحلق فوق المطامح والآمال.يتحول السعدون في كتابه من طفل مشاكس يريد اللعب على البئر والمخاطرة في حياته إلى تلميذ أرادت امه أن يتعلم ويتفوق حتى زواجه وانضمامه إلى السلك العسكري الجوي إلى التقاعد وشرح ما آلت إليه أوضاع عائلته الناجحة.في «عشت سعيدا» فرصة للقارئ في أن يتعلم من الناجحين وأن يكف عن قراءة جوانب التاريخ بسرد دموي لا يبعث التفاؤل كما بعثه السعدون المتفائل منذ كان على الدراجة وحتى قيادته طائرته الحربية الدموية التي لم تمنعه من التفاؤل والتواضع ومحبة عائلته وحرصه على مجتمعه الانساني باختزال تجربته ونقلها على أبسط صورة.


قصائد


اورد المؤلف السعدون في كتابه مجموعته من الامثلة الشعبية والابيات الشعرية الدارجة بين أهل الفن وعشاق الشعر





المصدر :
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=484778

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمحمد حمود البغيلي 2009|